يدخل الكثير من الشباب في المشاريع التجارية بحماس ودافع كبير. هذا الحماس يفرش لهم المستقبل بشكل وردي مبالغ فيه، مما يُبعد عن تفكيرهم احتمالية الخسارة، وطرق التعامل معها. في هذا المقال سنذكر خمس أفكار للتعامل مع المشاريع الخاسرة (المطاعم والمقاهي بالذات) وهي على سبيل المثال لا الحصر. الفكرة الأولى: (السعي لبيع المشروع) هي في الغالب أول الخيارات التي تطرأ على فكر المستثمر. فكرة البيع والتخلص من المشروع بأقل الخسائر. وهنا سيكون صاحب المطعم الخاسر أمام خيارين لا ثالث لهما.
الأول: - عرض المشروع للبيع لكافة الناس. فإن كان عرض المشروع للبيع والمشروع مازال يعمل، فستنخفض قيمة المطعم (كعلامة)، بل وقد تضعف مبيعاته بشكل كبير جداً، وهنا سيكون المشتري أمام فرصة تقييم منخفضة للغاية. أما إن كان عرض المشروع للبيع وهو مقفل فهنا سيكون الوضع كارثياً بشكل أكبر، وقد يتم تقييمه بناء على الأصول فقط مع أنها في الغالب ليس لها قيمة حقيقية إلا إن كانت عقار فقط. وهنا يجدر التنبيه بأن عرض المطعم للبيع أمام العامة، أكثر سوءً من عرضه على أصحاب المهنة، الذين قد يكون تقييمهم أكثر إنصافاً، نتيجة لمعرفتهم بقيمة المعدات، أو قيمة العمالة المتدربة إن وجدت. لكن وعلى أي حال يجب عليك كصاحب مطعم خاسر، أن توفر للمشتري كل البيانات والإحصائيات وعدد العمال والأصول والموجودات من الأثاث والمعدات والمديونيات، حتى يتسنى تقييم المطعم بشكل عادل.
الفكرة الثانية: (العثور على شريك قوي) إذا لم يكن لديك الرغبة بالخروج الكلي من المشروع، وتريد أن تتمسك بمشروعك، فيمكنك التحول لهذا الخيار وهو العثور على شريك قوي، يكون مشاركاً إما بحصة نقدية، أو قيمة معرفية. فإن كان تعثر المشروع بسبب نقص السيولة، فهنا من المفترض البحث عن شريك يُطلب منه ضخ السيولة مع أهمية الاتفاق على الأدوار المناطة بالشركاء، لكيلا يقع خلاف في ذلك مستقبلاً. وإن كان تعثر المشروع بسبب الإدارة أو التشغيل بشكل عام، فهنا يجب البحث عن الشريك الذي يمتلك المؤهلات التي ستعوض النقص، مع أهمية إيضاح الأدوار المطلوبة من الشركاء تفادياً لتعارض المهام مستقلاً. وهنا يجب أيضاً توفير كل البيانات، والإحصائيات، وعدد العمال، والأصول، والمؤشرات، والموجودات من الأثاث، والمعدات، والمديونيات حتى يتسنى تقييم حصة الشريك الجديدة بشكل عادل.
الفكرة الثالثة: التحويل إلى براند (علامة تجارية جديدة) لكن للأسف هذه الفكرة تحتاج إلى سيولة كبيرة، بدءً من تغيير الموقع، إلى تغيير الكونسبت، أو إبقاء الكونسبت مع إجراء تعديلات جوهرية عليه. والمميز هنا هو القدرة على تلافي أخطاء الماضي ومعرفة العميل المستهدف ورغباته بشكل أدق.
الفكرة الرابعة وهي الأسوأ / (إغلاق المشروع) وللأسف تعتبر هذه الفكرة هي فكرة الإحباط والفشل، لأنه يترتب عليها خسائر كبيرة جداً، بدءا من بيع المعدات والآلات بثمن بخس وسداد جميع المديونيات ومستحقات الموظفين، والشركاء التجاريين وغيرهم. ولكن هذه الفكرة قد تكون ممتازة لبعض المطاعم، التي ليس لعلامتها التجارية أي قيمة، وليس لها أصول تستحق التقييم. بل إن شطب السجل، وإنهاء المشروع، أفضل من انتظار بيع مشروع ليس له أي قيمة، لا من قريب ولا من بعيد.
الفكرة الخامسة: (التحول لعلامة خفية) باعتقادي أنها أفضل فكرة للتعامل مع المشاريع الخاسرة وهي أن يتحول المطعم إلى مطبخ يقدم خدمات التوصيل فقط (Dark Kitchens). هنا بإمكانك أيضاً صناعة أكثر من براند، ولكل براند قائمة طعام مستقلة، وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي. على أن تكون الخدمة هي فقط في توصيل الطلبات، دون وجود أي منفذ بيع آخر. وهنا أعتقد أنه بإمكانك أن تصنع براند مختص بالبرقر، وبراند مختص بالساندويتش، وغير ذلك، حسب المعدات والقدرات التشغيلية. وفي حال لا سمح الله خسر أي براند فإن ما عليك هو إقفال الحساب في انستقرام وفي التطبيقات المختصة بالتوصيل دون أي خسائر مادية أخرى. ولكن ومما لا شك فيه فإن العائق الأكبر هنا هو صعوبة إدارة عمليات التشغيل التي ستكون مضاعفة ومتداخلة نوع ما. (للأسف .... فإنه ليس للمعدات أو للأثاث المستعمل أي قيمة تذكر عند البيع إلا ما ندر)